5 دروس التاريخ : المستوى الاولى سلك بكالوريا اقتصادية
الزيارات:
الزيارات:
Unknown
|
5:54 م
|
economie
اليقظة الفكرية بالمشرق العربي
أقطاب التيارين السلفي و العلماني و التحولات المترتبة عن اليقظة الفكرية :
قاد بعض المفكرين التيار السلفي من أشهرهم :
نظام الحماية بالمغرب و الإستغلال الإستعماري
ملف العولمة و التحديات الراهنة
I- مظاهر التحولات الاقتصادية والمالية بالعالم الرأسمالي خلال القرن 19م
1-الأسس التي قامت عليها التحولات الاقتصادية في العالم خلال القرن 19م
- ارتكزت التحولات على تعميم استعمال الاختراعات العلمية والتقنية.واهم الاختراعات العلمية والتقنية نذكر :
* في ميدان الطاقة : البطارية + الدينامو + المصباح + توليد الكهرباء.
* في ميدان التعدين : المطرقة البخارية + محول بيسمر + إنتاج الالومنيوم + فرن مارتن.
* في ميدان النقل : قاطرة ستيفنسن + المحرك الانفجاري + أول طائرة بالبخار + آلة الحصاد + جرار بالطاقة البخارية.
* في ميدان الكيمياء : الالكتروليز + الحرير الاصطناعي + إنتاج الصودا + الأسمدة +آلة التصوير
- ارتبط ظهور هذه الاختراعات برغبة البورجوازية في تطوير الإنتاج فرفعت من حجم استثماراتها وشجعت البحث العلمي،فتم التوصل إلى وسائل عمل جديدة أدت إلى الزيادة في الإنتاج ،فكانت الثورة الاقتصادية.
2- مظاهر التطور في القطاع ألفلاحي وآثارها على تقوية النظام الرأسمالي
ارتكزت الثورة الفلاحية على عدة أسس وكانت لها عدة مظاهر :
* الأسس التقنية : مكننة الفلاحة(آلة الحصاد ، آلة الدرس...) + استعمال الأسمدة الكيماوية + تحسين النسل + ....
* الأسس التنظيمية : اعتماد نظام الدورات الزراعية + التخلي عن نظام إراحة الأرض + توظيف الرساميل والتجهيزات + توجيه الفلاحة نحو التخصص + ظهور التركيز ألفلاحي.
* المظاهر : ارتفاع الإنتاج + ارتفاع المردودية + اتساع مساحة الأراضي الزراعية + تنوع الإنتاج.
3- أسس التحولات الصناعية والتعرف على بعض مظاهرها
أ- أسس التحولات الصناعية
* أدى التقدم العلمي والتقني إلى ظهور أدوات عمل جديدة والى تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية ،فارتفع الإنتاج وانخفضت التكلفة وتضاعفت الأرباح.
* تركيز الأنشطة الصناعية داخل المعمل وابتكار أساليب جديدة في تنظيم العمل أهمها :الطايلورية والفوردية (العمل المتسلسل والعمل المتشابه).
* تزايد حجم الاستثمارات في المجال الصناعي.
* التنافس الحر بين المؤسسات الصناعية.
ب- مظاهر التطور الصناعي :
* تزايد الإنتاج الصناعي خاصة في مجال النسيج والصناعات التعدينية
* تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية.
* تطور إنتاج مصادر الطاقة من فحم ونفط وغاز طبيعي وطاقة مائية.
* تطور الصادرات الصناعية وتزايد نسبة مساهمتها في الناتج الوطني الإجمالي.
II- تطور أسس النظام الرأسمالي خلال القرن 19م وركائز الرأسمالية المالية
1- مراحل تطور النظام الرأسمالي خلال القرن 19م
أ- مرحلة الرأسمالية التجارية : (1450-1750 ) تميزت بتراكم الأموال عن طريق نهب ثروات العالم الجديد،وتطور المدن ،وتزايد المعاملات النقدية ،وظهور الأبناك والتبادل الحر.
ب- مرحلة الرأسمالية الصناعية (1750-أواخر القرن 19م) : تميزت بالتطور العلمي والتقني واكتشاف مصادر جديدة للطاقة ،إضافة إلى الاستعمال المكثف للآلات وظهور التركيز الرأسمالي والاحتكارات.
ج- مرحلة الرأسمالية المالية (أواخر القرن 19م) :تميزت بتطور وظيفة الأبناك نحو ميدان الاستثمار وظهور أشكال جديدة من الشركات (مجهولة الاسم )،إضافة إلى تزايد تأثير البورصات في الاقتصاد وظهور التركيز المالي (الهولدينغ) ، مما جعل الأبناك تتحكم في النظام الرأسمالي.
2- تطور الرأسمالية المالية
فرض التقدم الصناعي والحاجة إلى تمويل المشاريع الكبرى،تحولات في بنية ووظيفة الأبناك التقليدية ذات الطابع العائلي.فظهرت ابناك جديدة على غرار الشركات المجهولة الاسم،لم تقتصر وظيفتها على منح القروض للتجار وأرباب الصناعة بل أصبحت توظف جزءا من رأسمالها في النشاط الصناعي فتحولت مؤسسة بنكية رأسمالية صناعية.وبذلك أصبحت الصناعة خاضعة لهيمنة الأبناك.
III- التحولات الاجتماعية والفكرية التي واكبت تحولات الاقتصاد الرأسمالي
1- التحولات الاجتماعية
أ- النمو الديمغرافي السريع : تضاعف عدد سكان الكثير من دول أوربا فيما بين 1801-1901م.فانجلترا مثلا تضاعف سكانها 4 مرات (من 10.2 مليون نسمة إلى 38.7 مليون نسمة)، وسكان ألمانيا انتقلوا من 24.8 مليون نسمة إلى 56.3 مليون نسمة.ويرتبط هذا الانفجار الديمغرافي بتراجع نسبة الوفيات نتيجة تحسن الإنتاج ألفلاحي وتقدم الطب ووسائل الوقاية.
ب- التمدين السريع : أدت مخلفات الثورتين الصناعية والفلاحية إلى تزايد سكان المدن وتراجع سكان البوادي.
ج- خروج المرأة إلى العمل وتشغيل الأطفال،مما وفر يد عاملة رخيصة.
د- ظهور طبقتين اجتماعيتن معارضتي الأهداف والمصالح :
* الطبقة البورجوازية : طبقة اجتماعية ظهرت مع بداية العصر الحديث .غير أن القرن 19م يعد عصرها الذهبي فبفضل الثورة الصناعية تحولت البورجوازية إلى رأسمالية مسيطرة على وسائل الإنتاج .واغتنت على حساب شقاء الطبقة العاملة وعاشت حياة بذخ وترف.
* الطبقة العاملة (البروليتاريا) : استعمل هذا الاسم لأول مرة سنة 1837م لتعيين الأشخاص الذين لا يملكون وسائل الإنتاج ويعيشون من بيع قوة عملهم في سوق الشغل مقابل اجر وفي ظروف لا إنسانية بسبب الاستغلال الرأسمالي.
2- التحولات الفكرية
إلى جانب المذهب الليبرالي الكلاسيكي المعبر عن مصالح البورجوازية ،ظهرت خلال القرن 19م مذاهب اشتراكية جندت نفسها للدفاع عن العمال :
أ- الاشتراكية الطوباوية : مذهب اشتراكي انتقد النظام الرأسمالي لأنه مبني على الاستغلال .ودعي إلى مجتمعات مثالية لا تعرف الاستغلال.أما الحلول المقترحة فمتعددة نذكر منها الدعوة إلى إنشاء التجمعات التعاونية.ومن اهم رواد هذا الاتجاه جوزيف برودون الذي تزعم مع الروسي باكونين التيار الفوضوي anarchisme الذي ينادي بإلغاء مؤسسة الدولة دون تقديم حلول لتنظيم الإنتاج والحياة العامة .
ب- الاشتراكية العلمية أو الثورية : مذهب اشتراكي ارتبط بكتابات كارل ماركس وانجلز.ويعتمد التحليل الماركسي على المادية التاريخية التي تعتبر تاريخ المجتمعات تاريخ صراع طبقي بين المضطهدين الذين يملكون وسائل الإنتاج والمضطهدين المعدمين.وترى أن الثورة الصناعية أدت إلى تكاثر البروليتاريا التي تعاني من الاستغلال .وللقضاء على هذا الأخير لا بد من القضاء على النظام الرأسمالي عن طريق العنف الثوري ومن تم تأسيس مجتمع شيوعي خال من الصراع الطبقي.
IV- ظروف ظهور الحركة العمالية ونشوء التنظيم النقابي خلال القرن 19م
1- مظاهر استغلال الطبقة العاملة
* الأجور الزهيدة وطول ساعات العمل
* تشغيل الأطفال والنساء في ظروف لا إنسانية
* انعدام التامين ضد المرض وحوادث الشغل والتقاعد
* عدم التمتع بعطلة آخر الأسبوع
⃪أوضاع صحية وغذائية وسكنية مزرية ⃪ التذمر من الأوضاع والرغبة في التغيير
2-ظهور الحركات العمالية وميلاد التنظيمات النقابية
تكاثر الطبقة العاملة وتعرضها للاستغلال جعلها تتكتل في جمعيات ومنظمات نقابية وخاضت عدة إضرابات ومواجهات دفاعا عن حقوقها المادية والمعنوية . ولقد لقيت دعم التيارات الاشتراكية مما مكنها من انتزاع عدة حقوق أهمها :
* حق تأسيس النقابات وخوض الإضرابات .
* تخفيض ساعات العمل
* اعتبار العطلة الاسبوعية إجبارية
* وضع قوانين للحماية من حوادث الشغل والأمراض والمساعدات في حالات العجز والشيخوخة.
* تخليد عيد الشغل في فاتح ماي من كل سنة ابتداء من 1890 .
⃪ تزايد انخراط العمال في العمل النقابي + تكاثر عدد النقابات والاتحادات العمالية.
خاتمة :
رغم التطورات التي شهدها العالم الرأسمالي في القرن 19،فان أزماته الداخلية ،الاجتماعية و السياسية والاقتصادية ، ستؤدي إلى ميلاد فكر استعماري طرحته البورجوازية الأوروبية كحل لمشاكلها الداخلية ، وسيؤدي التنافس الاستعماري بين الدول الرأسمالية البورجوازية إلى اندلاع حرب عالمية مع مطلع القرن 20م دفعت ثمنها الشعوب الأوربية وشعوب المستعمرات.
مقدمة : عرف المشرق العربي النهضة الفكرية خلال القرن 19 م
فما هي عوامل و مظاهر اليقظة الفكرية ؟ و من هم اقطاب التيارين : السلفي و العلماني ؟
عوامل ومظاهر اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19 م :
ارتبطت النهضة الفكرية للمشرق العربي بالعوامل التالية :
*
عوامل ثقافية : شهدت مصر و سوريا و لبنان إدخال المطبعة الحديثة و تأسيس
المدارس و المعاهد ، و إصدار الصحف ، وإرسال البعثات الطلابية إلى أوربا ؛
إلى جانب ترجمة المؤلفات الغربية إلى اللغة العربية .
* عوامل اجتماعية : ظهرت في مصر و بلاد الشام طبقة وسطى شجعت الثقافة ، ونما نشاط البعثات التبشيرية .
* عوامل سياسية : برز الشعور الوطني و القومي بعد الحملة الفرنسية على مصر ، و ضعف السلطة العثمانية ، و سياسة التتريك (
فرض اللغة التركية على البلدان العربية الخاضعة للنفوذ العثماني ).
بالإضافة إلى إصلاحات محمد علي التي استهدفت إنشاء دولة حديثة و مستقلة
بمصر.
تجلت اليقظة الفكرية بالمشرق العربي في ظهور التيارين : السلفي و العلماني :
* الاتجاه السلفي : تيار ذو منطلق ديني دعا إلى العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح . و قد طرح مبادئ في المجالات الآتية :
- المجال الديني : العودة إلى أصول الإسلام على عهد السلف الصالح ، و محاربة البدع و الشعوذة ، و فتح باب الاجتهاد ، و التوفيق بين الدين و العلم .
-
المجال السياسي : الحكم وفق مبدأ الشورى ( الديمقراطية الإسلامية ) ، ونبذ
الاستبداد، و المناداة بالحرية و وحدة العالم الإسلامي ، و مناهضة
الاستعمار .
- المجال الاجتماعي : الاهتمام بالتربية و التعليم و تهذيب الأخلاق ، و تحقيق العدالة الاجتماعية ، و الدعوة إلى تعليم المرأة .
* الاتجاه العلماني : تيار دعا إلى فصل الدين عن الدولة و الأخذ بقيم الحداثة . و قد أثار بدوره الميادين الدينية و السياسية و الاجتماعية :
- في الميدان الديني : فصل الدين عن الدولة ، و معاداة العصبية الطائفية .
- في الميدان السياسي : المطالبة بالديمقراطية السياسية والحريات العامة ، و المساواة أمام القانون .
- في الميدان الاجتماعي :الاهتمام بالتربية و التعليم ، و تحديث المجتمع، وتحرير المرأة ، وتقليص الفوارق الطبقية .
أقطاب التيارين السلفي و العلماني و التحولات المترتبة عن اليقظة الفكرية :
قاد بعض المفكرين التيار السلفي من أشهرهم :
* جمال الدين الأفغاني : مفكر إسلامي إصلاحي دافع عن قضايا المسلمين .عاش في القرن 19 م ، ازداد بأفغانستان ، و تنقل بين مصر و الدولة العثمانية وأوربا . أنشأ مع الشيخ محمد عبده جريدة "العروة الوثقى ."
*محمد عبده : مفكر سلفي مصري ، تخرج من جامعة الأزهر ، و نفي من مصر فصاحب جمال الدين الأفغاني .
*
عبد الرحمان الكواكبي : مفكر سوري من عصر النهضة ، جند حياته لمناهضة
الاستبداد العثماني متنقلا بين الشام و مصر . ألف عدة كتب منها " أم القرى "
. توفي سنة1903
تزعم بعض المفكرين التيار العلماني ( الليبرالي ) من أهمهم :
* رفاعة الطهطاوي : مفكر مصري عاش في القرن 19 . تخرج من جامعة الأزهر و تابع دراسته بفرنسا. و عاد إلى وطنه حيث انشأ جريدة " الوقائع المصرية "
و تولى مناصب إدارية .
* قاسم أمين :مفكر مصري ، تابع دراسته الحقوقية بفرنسا ، دعا إلى تحرير المرأة و تعليمها . توفي سنة 1908
خلفت اليقظة الفكرية عدة تحولات منها :
- المحافظة على اللغة العربية و التراث الأدبي العربي القديم
- تزايد النزعة القومية و الوطنية والإقبال على العمل السياسي .
- تنامي دور الجمعيات الداعية إلى النهضة و المطالبة بحقوق العرب .
- تقلد رواد اليقظة الفكرية مناصب عليا .
خاتمة : جاءت اليقظة الفكرية بالمشرق العربي كرد فعل اتجاه الهيمنة الأوربية التي أدت إلى تزايد الضغوط الاستعمارية .
---------------------------------------------------------
أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م
مقدمة : في الفترة 1914 – 1918 دارت
الحرب العالمية الأولى بين دول الوسط و دول الحلفاء وانتهت بانتصار الطرف الأخير .
- كيف أصبحت الخريطة السياسية لأوربا و العلاقات
الدولية بعد الحرب . ع . الأولى ؟
- ماهي طبيعة الأوضاع الداخلية بأوربا
إلى غاية 1925 ؟
- كيف تطورت الأوضاع العامة و العلاقات
الدولية في الفترة 1925 – 1929 ؟
الخريطة السياسية لأوربا و العلاقات الدولية
بعد الحرب العالمية الأولى :
1 – معاهدات الصلح و تغيير
الخريطة السياسية لأوربا :
* في سنتي 1919 و 1920 فرض الحلفاء على
الدول المنهزمة المعاهدات التالية : معاهدة فرساي مع ألمانيا ، معاهدة سان جرمان
مع النمسا ، معاهدة نويي مع بلغاريا ، معاهدة تريانون مع هنغاريا ، معاهدة سيفر مع
الإمبراطورية العثمانية . وتضمنت هذه المعاهدات اقتطاعات ترابية و إضعافا عسكريا و
غرامات مالية.
* أسفرت هذه المعاهدات عن تغيير الخريطة
السياسية لأوربا حيث اختفت الإمبراطورية النمساوية- الهنغارية و الإمبراطورية
العثمانية، وظهرت دول جديدة، و تقلصت مساحة البلدان المنهزمة لفائدة البلدان
المنتصرة و حلفائها .
2 – العلاقات الدولية بعد
الحرب العالمية الأولى :
* ظهرت الخلافات في مؤتمر السلام العالمي
بباريس ( 1919 ) بين الدول الكبرى : إذ رغبت فرنسا في إضعاف ألمانيا كليا ، بينما
تشبثت إنجلترا بالحفاظ على توازن القوى الأوربية ، و اقترحت الولايات المتحدة
الأمريكية المبادئ 14 لولسون التي تهدف إلى إعادة تنظيم العلاقات الدولية ، في حين
طالبت إيطاليا باسترجاع مناطقها المحتلة من طرف النمسا .
* في سنة 1920 تأسست عصبة الأمم التي
استهدفت إقرار السلم العالمي و خلق التعاون الدولي معتمدة على أجهزة داخلية منها
الجمعية العامة ( جهاز تشريعي للمنظمة) و مجلس العصبة ( جهاز تنفيذي) و محكمة
العدل الدولية ( جهاز قضائي ) و الأمانة أو الكتابة العامة ( جهاز مسير للمنظمة ).
الأوضاع الداخلية بأوربا إلى غاية 1925 :
1 – قيام النظام الاشتراكي
في روسيا :
* تلخصت أسباب الثورة البولشفية ( الاشتراكية
) بروسيا في النقط الآتية :
- التناقضات الاجتماعية بين الطبقتين
الغنية و الفقيرة سواء في المدن أو البوادي .
- تزايد المعارضة السياسية ضد النظام
الإمبراطوري الاستبدادي
- الخسائر البشرية و المادية للحرب
العالمية الأولى ، و تأزم الوضع الاقتصادي و الاجتماعي الداخلي
- عجز الحكومة المؤقتة عن مواجهة هذا
الوضع المتأزم .
* في أكتوبر 1917 ، قاد الحزب البولشفي
بزعامة لينين الثورة الاشتراكية في روسيا . و قام النظام الاشتراكي الذي اتخذ
قرارات استعجالية منها تجريد البورجوازيين و النبلاء من ممتلكاتهم ، و تأميم وسائل
الإنتاج ،وتفويت السلطة لمجالس السوفيا ت ( العمال و الفلاحون الفقراء ) ، و
الانسحاب من الحرب العالمية الأولى .
* أدت هذه القرارات إلى الحرب الأهلية و
التدخل الأجنبي بروسيا في الفترة 1918 – 1921 : حيث شن البورجوازيون و
النبلاء الحرب ضد الدولة الاشتراكية بدعم من الدول الرأسمالية الكبرى التي احتلت
هوامش روسيا . و رغم ذلك خرجت الدولة الروسية منتصرة بفعل دعم غالبية الشعب، و
نهجها شيوعية الحرب (خطة اقتصادية اشتراكية متطرفة )
2 – انعكاسات الحرب.ع.
الأولى على ألمانيا و إيطاليا و فرنسا
كنموذج عن أوربا :
* خلفت الحرب ع الأولى خسائر بشرية جسيمة،
فانخفضت نسبة السكان النشيطين و نسبة التكاثر الطبيعي، و ارتفعت نسبة الشيوخ.
* دمرت الحرب جميع القطاعات الاقتصادية ،
فانخفض الإنتاج الفلاحي و الصناعي و تدهورت المبادلات التجارية .
* انعكس الوضع الاقتصادي على الجانب
الاجتماعي حيث ارتفعت نسبة البطالة و الفقر ، و ارتفعت الأسعار.
* أدت الحرب إلى تحولات سياسية ، يمكن
تحديدها على النحو الآتي :
- ألمانيا : قيام جمهورية فيمار
الديمقراطية ،و تصاعد المعارضة من طرف الشيوعيين ( جماعة سبارتاكوس ) و النازيين ( بزعامة أدولف هتلر ) .
- إيطاليا : قيام النظام الفاشي (
الديكتاتوري- التوسعي ) بقيادة موسوليني الذي اعتمد أسلوب الإرهاب للوصول إلى
الحكم سنة 1922
- فرنسا : عدم الاستقرار السياسي ، و
تزايد نفوذ الحركات المتطرفة .
الأوضاع العامة و العلاقات الدولية بعد معاهدة
لوكارنو ( 1925):
1 – الاستقرار السياسي و
الانتعاش الاقتصادي في الفترة 1925 – 1929 :
* في أكتوبر 1925 وقعت فرنسا و ألمانيا و
إنجلترا و إيطاليا و بلجيكا على معاهدة
لوكارنو ( مدينة في سويسرا ) التي نصت على إقرار السلم بينها .
* في الفترة 1926 – 1929 استرجعت دول
أوربا الغربية قوتها الاقتصادية ، فتحسنت بها الأوضاع الاجتماعية . في نفس الوقت
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية ازدهارا اقتصاديا عزز صدارتها العالمية
2 – الأزمة الاقتصادية
العالمية 1929 :
* ارتبطت هذه الأزمة بالصعوبات
التي واجهت الاقتصاد الأمريكي منها عدم مواكبة القدرة الشرائية لتطور الإنتاج ، و
المنافسة الأجنبية اليابانية و الأوربية ، و المضاربات المالية .
* ابتداء من الخميس 24 أكتوبر 1929 حدث
انهيار الأسهم في بورصة وول استريت بنيويورك . و لم تكن هذه الأزمة المالية سوى
انعكاس مباشر لتضخم الإنتاج الذي أدى انخفاض الأسعار و الإفلاس وانتشار البطالة و
تدني الأجور.
* إزاء هذا الوضع ، سحبت الولايات
المتحدة أموالها من الخارج . في نفس الوقت سادت الحماية الجمركية، و بالتالي
انتشرت الأزمة في باقي البلدان الرأسمالية و المستعمرات في الفترة 1930 – 1932 .
* خلفت الأزمة الاقتصادية العالمية
النتائج التالية :
- اقتصاديا : تضرر جميع القطاعات
الاقتصادية ، و تدخل الدولة في الاقتصاد .
- اجتماعيا : ارتفاع البطالة و الفقر ، و
كثرة الإضرابات و المظاهرات
- سياسيا : تصاعد المعارضة و وصولها إلى
الحكم كما هو الشأن بالنسبة لقيام النظام النازي الألماني ( بزعامة هتلر ) و
النظام العسكري الياباني ، و نهج الأنظمة الفاشية السياسة التوسعية .
خاتمة : أدت مخلفات ما بين الحربين
إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية .
---------------------------------------------------------
نظام الحماية بالمغرب و الإستغلال الإستعماري
مقدمة : نظام الحماية شكل استعماري قام على الازدواجية الإدارية بين إدارة استعمارية ذات سلطة فعلية ، و إدارة وطنية ذات سلطة صورية.
ما هي الظروف الممهدة لفرض نظام الحماية على المغرب؟ ما هي الأجهزة الاستعمارية بالمغرب؟ و ما هي مراحل والاحتلال العسكري الأوربي للمغرب ؟ و ماهي مظاهر و نتائج الاستغلال الاقتصادي الاستعماري ؟
نظام الحماية في المغرب ، و الاحتلال العسكري : I
1 – آلت ظروف داخلية و خارجية إلى فرض الحماية الأجنبية على المغرب :
* واجه السلطان المولى عبد العزيز( 1894- 1908) عدة مشاكل منها :
- أزمة مالية حادة تمثلت في فراغ خزينة الدولة و ارتفاع النفقات. فاضطر المغرب إلى الاقتراض من الدول الأوربية بشروط مجحفة . في نفس الوقت أقر السلطان المولى عبد العزيز ضريبة الترتيب غير أن الطبقة الغنية أبطلت تطبيقها .
- ثورات في بعض المناطق من أبرزها ثورة بوحمارة ، و ثورة الريسوني .
*
تمهيدا لاحتلال المغرب ،عقدت فرنسا صفقات استعمارية مع كل من إيطاليا
وبريطانيا وإسبانيا .مما أثار معارضة ألمانيا ،وبالتالي انعقد مؤتمر
الجزيرة الخضراء ( الخزيرات ) سنة 1906
*حاول
السلطان المولى عبد العزيز تطبيق مقتضيات مؤتمر الجزيرة الخضراء، فقام
علماء فاس بإبعاده سنة 1908 وتعيين مكانه أخيه المولى عبد الحفيظ ( 1908-
1912) . لكن هذا الأخير لم يستطع بدوره التصدي للأطماع الأجنبية . .
*
منذ سنة 1907 احتلت فرنسا مدينتي الدار البيضاء و وجدة وضواحيهما. وفي سنة
1909 وسعت إسبانيا نفوذها في الريف الشرقي انطلاقا من مليلية ، و استولت
على العرائش و أصيلة و القصر الكبير سنة 1911 . في نفس السنة دخل الجيش
الفرنسي العاصمة فاس بعد استيلائه على الرباط و مكناس.
* في 30 مارس 1912 تم التوقيع بفاس على معاهدة الحماية التي نصت على قيام فرنسا بالإصلاحات الإدارية و القضائية و التعليمية و المالية و العسكرية في المغرب مع احترام سيادة السلطان و الحفاظ على العقيدة الإسلامية
* اتفقت فرنسا مع إسبانيا على إجراءات تنفيذ الحماية في منطقة الاحتلال الإسباني شمال المغرب و وضع طنجة تحت النفوذ الدولي.
2 – كرست الأجهزة الإدارية و السياسية بالمغرب في عهد الحماية ( 1912 – 1956 ) الاستغلال الإداري الاستعماري :
* قسم المغرب إلى ثلاث مناطق نفوذ أجنبي : منطقة النفوذ الدولي في طنجة ، و منطقة النفوذ الإسباني في أقصى الشمال و الساقية الحمراء و وادي الذهب و طرفاية و إفني ، و منطقة النفوذ الفرنسي في باقي التراب الوطني .( ص 111 الوثيقة 36 من كتاب المنار )
* تميز التنظيم الإداري في منطقة النفوذ الفرنسي بما يلي :
-
على المستوى المركزي : وجود إدارة استعمارية يرأسها المقيم العام الفرنسي
الذي كان يصدر القوانين باسم السلطان المغربي، ويشرف على الشؤون الإدارية و
الدبلوماسية و العسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . تقابلها إدارة مغربية يرأسها السلطان ، و التي ضمت مدير الديوان الملكي و الصدر الأعظم و وزيري الأوقاف و العدل .
- على المستوى الجهوي قسمت منطقة النفوذ الفرنسي إلى 7 أقاليم يحكم كلا منها موظف فرنسي الذي كان يستعين بأجهزة مختلفة منها المجلس الاستشاري الجهوي.
- على المستوى المحلي : قسم كل إقليم إلى دوائر قروية و حضرية يرأس كلا منها موظف مغربي يعرف بالقائد أو الباشا .
* خضعت منطقة النفوذ الإسباني للمندوب السامي الإسباني الذي تولى السلطة الفعلية ، تاركا سلطة شكلية لخليفة السلطان . و تدرجت الإدارة الإسبانية – مثل الفرنسية – على ثلاث مستويات : مركزية و جهوية و محلية .
* بالنسبة لطنجة ، فقد كانت تحكمها ثلاث أجهزة تمثل
الهيأة الدبلوماسية و الجالية الأجنبية المقيمة بطنجة و أعيان المدينة و
هي المجلس التشريعي و لجنة المراقبة و السلطة التنفيذية .
*
بعد رحيل ليوطي عن المغرب سنة 1925 ، تحول نظام الحماية إلى حكم مباشر حيث
انفردت الإدارة الفرنسية باتخاذ القرارات دون الرجوع إلى السلطان الذي
حصرت دوره في الإمضاء على الظهائر .
3 – مر الاحتلال العسكري الأوربي للمغرب بعدة مراحل : (الخريطة ص 94 المورد )
- قبل 1912 احتلت فرنسا المغرب الشرقي و المناطق الممتدة من الدار البيضاء إلى فاس . في حين استولت إسبانيا على سيدي إفني و بعض أجزاء الريف .
- في الفترة 1912 – 1914 : سيطرت فرنسا على السهول و الهضاب الآطلنتية .
- في الفترة 1914 – 1920 : غزت فرنسا الأطلس المتوسط و الأطلس الكبير .
- في الفترة 1921 – 1926 : استكملت إسبانيا احتلالها للمنطقة الشمالية .
- في الفترة 1931 – 1934 : استكملت فرنسا و إسبانيا السيطرة على المناطق الصحراوية .
الاستغلال الاقتصادي الاستعماري و عواقبه على المجتمع المغربي : II
1- تعددت أشكال الاستغلال الاقتصادي للمغرب في عهد الحماية :
* في الميدان الفلاحي : اتخذ الاستعمار ( الاستيطان ) الفلاحي شكلين أساسين هما :
- الاستعمار الرسمي : استيلاء الإدارة الاستعمارية على أراضي المخزن و الجماعة والأحباس .
- الاستعمار الخاص : سيطرة المعمرين الأوربيين على أراضي الفلاحين المغاربة بطرق متعددة .
*
في الميدان الصناعي :اهتم الاستعمار باستغلال المعادن و مصادر الطاقة ، و
أدخل إلى المغرب الصناعة الحديثة التي تمركزت في المدن الرئيسية خاصة الدار
البيضاء .
* في ميدان التجارة و الخدمات : اتخذ الاستعمار المغرب مصدرا للمواد الأولية و سوقا للمنتجات الصناعية . و أقام شبكة حديثة للمواصلات
لتسهيل الاستغلال الاستعماري . و شجع الاستثمارات الأجنبية ، و فرض ضرائب
كثيرة على المغاربة ( منها المكوس و الترتيب ، و الضريبة المهنية و الضريبة
الحضرية )
2 – خلف الاستغلال الاستعماري للمغرب عواقب وخيمة :
* عرفت البادية المغربية عدة تحولات اجتماعية يمكن تحديدها على النحو الآتي :
- تمركز الأراضي الخصبة في يد المعمرين الأوربيين وعملائهم ، و اكتفاء الفلاحين المغاربة بملكيات صغيرة وفي مناطق أقل خصوبة
- قيام علاقات الإنتاج الرأسمالية القائمة على الملكية الخاصة ، و بالتالي تفكك النظام القبلي .
- إثقال كاهل السكان القرويين بالضرائب و أعمال السخرة .
- انتشار الهجرة القروية نحو المدن و المراكز المنجمية .
* شهدت المدن المغربية بدورها تحولات اجتماعية منها :
- إفلاس التجار و الصناع التقليديين المغاربة أمام منافسة الاقتصاد الاستعماري العصري .
-
نشأة الطبقة العاملة التي تمركزت في المدن الكبرى ، و التي عاشت ظروفا
مزرية منها طول مدة العمل و ضعف الأجور . فانعكس ذلك على الجانب العمراني
حيث ظهرت أحياء الصفيح .
خاتمة : ألحق الاستغلال الاستعماري الضرر بمصالح أغلب الطبقات الاجتماعية المغربية . مما أدى إلى نضال المغرب من أجل الاستقلال.
---------------------------------------------------------
ملف العولمة و التحديات الراهنة
مقدمة : منذ أوخر القرن العشرين أصبحت العولمة تفرض نفسها .
- ما هو مفهوم العولمة ؟ و ما هي جذورها التاريخية ؟ و ما هي ظروف انتشارها ؟
- ما هي التحديات الراهنة للعولمة ، و أساليب مواجهتها ؟
العولمة : مفهومها ، جذورها التاريخية ، و ظروف انتشارها
تتعدد أشكال العولمة :
*
العولمة هي تداخل كثيف في العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و
الثقافية بين مختلف دول العالم . و بالتالي سهولة حركة الأفراد و البضائع و
رؤوس الأموال و الخدمات و المعلومات .
* تتخذ العولمة المظاهر الآتية :
-
العولمة الاقتصادية القائمة على نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق، و
المنافسة، و هيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية،
والمؤسسات الاقتصادية الدولية .
-
العولمة السياسية التي تتميز بالقطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة
الأمريكية ، و نهج الديمقراطية السياسية ، و احترام حقوق الإنسان .
- العولمة الاجتماعية و الثقافية التي تتمثل في انتشار العادات و الثقافة الغربية .
- العولمة التقنية التي تتجلى في بروز ظاهرة القرية العالمية، و تقليص المسافات، و تخطي الحدود الجغرافية
مر التطور التاريخي لظاهرة العولمة بمراحل متلاحقة :
*
في الحقبة القديمة : توسعت الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر المتوسط
انطلاقا من إيطاليا ، و فرضت هيمنتها السياسية و الاقتصادية ، و نشرت
حضارتها و ثقافتها .
* في الحقبة الوسيطية : قامت الإمبراطورية البيزنطية مقام الدولة الرومانية فسارت على نفس النهج . في نفس الوقت انطلقت الفتوحات الإسلامية من الحجاز لتمتد إلى عدة بلدان و مناطق في آسيا و إفريقيا و أوربا .
*
في الحقبة الحديثة : نظم الأوربيون الاكتشافات الجغرافية ، و أقاموا
مستعمرات . فتحول ثقل التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط
الأطلنتي ، و انطلقت الهجرات السكانية الكبرى نحو العالم الجديد. وتعزز التفوق الأوربي بحدوث الثورة الصناعية .
*
في الحقبة المعاصرة : دخلت الدول الرأسمالية مرحلة الإمبريالية ، فتوسعت
الحركة الاستعمارية ،و قامت الحرب العالمية الأولى والأزمة الإقتصادية 1929
و الحرب العالمية الثانية . و بعد ذلك انقسم العالم إلى كتلتين : شرقية
اشتراكية و غربية رأسمالية ، وتحررت المستعمرات .
ساهمت بعض العوامل في انتشار ظاهرة العولمة :
-
انهيار المعسكر الاشتراكي بأوربا الشرقية ، وتفكك الإتحاد السوفياتي ؛ و
بالتالي نهاية نظام القطبية الثنائية ( الولايات المتحدة الأمريكية و
الإتحاد السوفياتي ) وظهور النظام العالمي الجديد القائم على أحادية القطب (
الولايات .م . الأمريكية )
- تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسية و على رأسها الشركات الأمريكية.
- إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تهدف إلى تحريرالمبادلات عبر أرجاء العالم .
- الثورة المعلوماتية ، و تطور وسائل الاتصال و الإعلام و المواصلات .
العولمة : التحديات الراهنة ، وأساليب مواجهتها :
في ظل العولمة ، تواجه البلدان النامية تحديات في مختلف الميادين :
- في المجال الاقتصادي : ضعف الرأسمال الوطني و موارد الدولة ، و حدة المنافسة الأجنبية ، و التبعية الاقتصادية .
- في المجال الاجتماعي : الفقر، البطالة ، الأمية ، الفوارق الطبقية الكبيرة ، الهجرة القروية ، الهجرة السرية .
- في المجال الثقافي و الحضاري : فقدان الهوية الوطنية و غزو النماذج الغربية .
- في المجال السياسي : استمرار الممارسات المخالفة للديمقراطية و حقوق الإنسان .
- في المجال البيئي : استنزاف الموارد الطبيعية ، التقلبات المناخية ، التلوث ، الانحباس الحراري .
يمكن اقتراح بعض التدابير للتغلب على هذه التحديات :
- خلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث .
- إقامة شراكة مع تكتلات العالم المتقدم مثل الإتحاد الأوربي و مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.
- توفير الظروف الملائمة للاستثمار .
- إعادة هيكلة الاقتصاد لمواكبة متطلبات السوق الدولية .
- تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين، و تقليص الفوارق الطبقية.
- رد الاعتبار للثقافة و الحضارة المحليتين .
- ترشيد استغلال الموارد الطبيعية ، و المحافظة على التوازن البيئي في إطار التنمية المستدامة .
خاتمة : تكرس
العولمة تزايد الهوة بين دول الشمال و دول الجنوب . لهذا ظهرت منظمات غير
حكومية مناهضة لها من بينها المنتدى الاجتماعي العالمي و حركة أطاك .
---------------------------------------------------------
التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم خلال القرن 19م
تمهيد إشكالي : شهد
العالم الرأسمالي خلال القرن 19 قفزة كبرى في ميدان العلم والتكنولوجيا
والإنتاج واساليبه اصطلح على تسميتها بالثورة الاقتصادية.وقد رافقت هذه
الثورة تحولات اجتماعية وفكرية.
- فما هي مظاهر التحولات الاقتصادية التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م ؟
- ما هي مظاهر التحولات الاجتماعية التي واكبت التحولات الاقتصادية خلال القرن 19م ؟
- وما هي المذاهب الفكرية التي أطرت التحولات الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية خلال القرن 19م ؟
- فما هي مظاهر التحولات الاقتصادية التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م ؟
- ما هي مظاهر التحولات الاجتماعية التي واكبت التحولات الاقتصادية خلال القرن 19م ؟
- وما هي المذاهب الفكرية التي أطرت التحولات الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية خلال القرن 19م ؟
I- مظاهر التحولات الاقتصادية والمالية بالعالم الرأسمالي خلال القرن 19م
1-الأسس التي قامت عليها التحولات الاقتصادية في العالم خلال القرن 19م
- ارتكزت التحولات على تعميم استعمال الاختراعات العلمية والتقنية.واهم الاختراعات العلمية والتقنية نذكر :
* في ميدان الطاقة : البطارية + الدينامو + المصباح + توليد الكهرباء.
* في ميدان التعدين : المطرقة البخارية + محول بيسمر + إنتاج الالومنيوم + فرن مارتن.
* في ميدان النقل : قاطرة ستيفنسن + المحرك الانفجاري + أول طائرة بالبخار + آلة الحصاد + جرار بالطاقة البخارية.
* في ميدان الكيمياء : الالكتروليز + الحرير الاصطناعي + إنتاج الصودا + الأسمدة +آلة التصوير
- ارتبط ظهور هذه الاختراعات برغبة البورجوازية في تطوير الإنتاج فرفعت من حجم استثماراتها وشجعت البحث العلمي،فتم التوصل إلى وسائل عمل جديدة أدت إلى الزيادة في الإنتاج ،فكانت الثورة الاقتصادية.
2- مظاهر التطور في القطاع ألفلاحي وآثارها على تقوية النظام الرأسمالي
ارتكزت الثورة الفلاحية على عدة أسس وكانت لها عدة مظاهر :
* الأسس التقنية : مكننة الفلاحة(آلة الحصاد ، آلة الدرس...) + استعمال الأسمدة الكيماوية + تحسين النسل + ....
* الأسس التنظيمية : اعتماد نظام الدورات الزراعية + التخلي عن نظام إراحة الأرض + توظيف الرساميل والتجهيزات + توجيه الفلاحة نحو التخصص + ظهور التركيز ألفلاحي.
* المظاهر : ارتفاع الإنتاج + ارتفاع المردودية + اتساع مساحة الأراضي الزراعية + تنوع الإنتاج.
3- أسس التحولات الصناعية والتعرف على بعض مظاهرها
أ- أسس التحولات الصناعية
* أدى التقدم العلمي والتقني إلى ظهور أدوات عمل جديدة والى تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية ،فارتفع الإنتاج وانخفضت التكلفة وتضاعفت الأرباح.
* تركيز الأنشطة الصناعية داخل المعمل وابتكار أساليب جديدة في تنظيم العمل أهمها :الطايلورية والفوردية (العمل المتسلسل والعمل المتشابه).
* تزايد حجم الاستثمارات في المجال الصناعي.
* التنافس الحر بين المؤسسات الصناعية.
ب- مظاهر التطور الصناعي :
* تزايد الإنتاج الصناعي خاصة في مجال النسيج والصناعات التعدينية
* تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية.
* تطور إنتاج مصادر الطاقة من فحم ونفط وغاز طبيعي وطاقة مائية.
* تطور الصادرات الصناعية وتزايد نسبة مساهمتها في الناتج الوطني الإجمالي.
II- تطور أسس النظام الرأسمالي خلال القرن 19م وركائز الرأسمالية المالية
1- مراحل تطور النظام الرأسمالي خلال القرن 19م
أ- مرحلة الرأسمالية التجارية : (1450-1750 ) تميزت بتراكم الأموال عن طريق نهب ثروات العالم الجديد،وتطور المدن ،وتزايد المعاملات النقدية ،وظهور الأبناك والتبادل الحر.
ب- مرحلة الرأسمالية الصناعية (1750-أواخر القرن 19م) : تميزت بالتطور العلمي والتقني واكتشاف مصادر جديدة للطاقة ،إضافة إلى الاستعمال المكثف للآلات وظهور التركيز الرأسمالي والاحتكارات.
ج- مرحلة الرأسمالية المالية (أواخر القرن 19م) :تميزت بتطور وظيفة الأبناك نحو ميدان الاستثمار وظهور أشكال جديدة من الشركات (مجهولة الاسم )،إضافة إلى تزايد تأثير البورصات في الاقتصاد وظهور التركيز المالي (الهولدينغ) ، مما جعل الأبناك تتحكم في النظام الرأسمالي.
2- تطور الرأسمالية المالية
فرض التقدم الصناعي والحاجة إلى تمويل المشاريع الكبرى،تحولات في بنية ووظيفة الأبناك التقليدية ذات الطابع العائلي.فظهرت ابناك جديدة على غرار الشركات المجهولة الاسم،لم تقتصر وظيفتها على منح القروض للتجار وأرباب الصناعة بل أصبحت توظف جزءا من رأسمالها في النشاط الصناعي فتحولت مؤسسة بنكية رأسمالية صناعية.وبذلك أصبحت الصناعة خاضعة لهيمنة الأبناك.
III- التحولات الاجتماعية والفكرية التي واكبت تحولات الاقتصاد الرأسمالي
1- التحولات الاجتماعية
أ- النمو الديمغرافي السريع : تضاعف عدد سكان الكثير من دول أوربا فيما بين 1801-1901م.فانجلترا مثلا تضاعف سكانها 4 مرات (من 10.2 مليون نسمة إلى 38.7 مليون نسمة)، وسكان ألمانيا انتقلوا من 24.8 مليون نسمة إلى 56.3 مليون نسمة.ويرتبط هذا الانفجار الديمغرافي بتراجع نسبة الوفيات نتيجة تحسن الإنتاج ألفلاحي وتقدم الطب ووسائل الوقاية.
ب- التمدين السريع : أدت مخلفات الثورتين الصناعية والفلاحية إلى تزايد سكان المدن وتراجع سكان البوادي.
ج- خروج المرأة إلى العمل وتشغيل الأطفال،مما وفر يد عاملة رخيصة.
د- ظهور طبقتين اجتماعيتن معارضتي الأهداف والمصالح :
* الطبقة البورجوازية : طبقة اجتماعية ظهرت مع بداية العصر الحديث .غير أن القرن 19م يعد عصرها الذهبي فبفضل الثورة الصناعية تحولت البورجوازية إلى رأسمالية مسيطرة على وسائل الإنتاج .واغتنت على حساب شقاء الطبقة العاملة وعاشت حياة بذخ وترف.
* الطبقة العاملة (البروليتاريا) : استعمل هذا الاسم لأول مرة سنة 1837م لتعيين الأشخاص الذين لا يملكون وسائل الإنتاج ويعيشون من بيع قوة عملهم في سوق الشغل مقابل اجر وفي ظروف لا إنسانية بسبب الاستغلال الرأسمالي.
2- التحولات الفكرية
إلى جانب المذهب الليبرالي الكلاسيكي المعبر عن مصالح البورجوازية ،ظهرت خلال القرن 19م مذاهب اشتراكية جندت نفسها للدفاع عن العمال :
أ- الاشتراكية الطوباوية : مذهب اشتراكي انتقد النظام الرأسمالي لأنه مبني على الاستغلال .ودعي إلى مجتمعات مثالية لا تعرف الاستغلال.أما الحلول المقترحة فمتعددة نذكر منها الدعوة إلى إنشاء التجمعات التعاونية.ومن اهم رواد هذا الاتجاه جوزيف برودون الذي تزعم مع الروسي باكونين التيار الفوضوي anarchisme الذي ينادي بإلغاء مؤسسة الدولة دون تقديم حلول لتنظيم الإنتاج والحياة العامة .
ب- الاشتراكية العلمية أو الثورية : مذهب اشتراكي ارتبط بكتابات كارل ماركس وانجلز.ويعتمد التحليل الماركسي على المادية التاريخية التي تعتبر تاريخ المجتمعات تاريخ صراع طبقي بين المضطهدين الذين يملكون وسائل الإنتاج والمضطهدين المعدمين.وترى أن الثورة الصناعية أدت إلى تكاثر البروليتاريا التي تعاني من الاستغلال .وللقضاء على هذا الأخير لا بد من القضاء على النظام الرأسمالي عن طريق العنف الثوري ومن تم تأسيس مجتمع شيوعي خال من الصراع الطبقي.
IV- ظروف ظهور الحركة العمالية ونشوء التنظيم النقابي خلال القرن 19م
1- مظاهر استغلال الطبقة العاملة
* الأجور الزهيدة وطول ساعات العمل
* تشغيل الأطفال والنساء في ظروف لا إنسانية
* انعدام التامين ضد المرض وحوادث الشغل والتقاعد
* عدم التمتع بعطلة آخر الأسبوع
⃪أوضاع صحية وغذائية وسكنية مزرية ⃪ التذمر من الأوضاع والرغبة في التغيير
2-ظهور الحركات العمالية وميلاد التنظيمات النقابية
تكاثر الطبقة العاملة وتعرضها للاستغلال جعلها تتكتل في جمعيات ومنظمات نقابية وخاضت عدة إضرابات ومواجهات دفاعا عن حقوقها المادية والمعنوية . ولقد لقيت دعم التيارات الاشتراكية مما مكنها من انتزاع عدة حقوق أهمها :
* حق تأسيس النقابات وخوض الإضرابات .
* تخفيض ساعات العمل
* اعتبار العطلة الاسبوعية إجبارية
* وضع قوانين للحماية من حوادث الشغل والأمراض والمساعدات في حالات العجز والشيخوخة.
* تخليد عيد الشغل في فاتح ماي من كل سنة ابتداء من 1890 .
⃪ تزايد انخراط العمال في العمل النقابي + تكاثر عدد النقابات والاتحادات العمالية.
خاتمة :
رغم التطورات التي شهدها العالم الرأسمالي في القرن 19،فان أزماته الداخلية ،الاجتماعية و السياسية والاقتصادية ، ستؤدي إلى ميلاد فكر استعماري طرحته البورجوازية الأوروبية كحل لمشاكلها الداخلية ، وسيؤدي التنافس الاستعماري بين الدول الرأسمالية البورجوازية إلى اندلاع حرب عالمية مع مطلع القرن 20م دفعت ثمنها الشعوب الأوربية وشعوب المستعمرات.
0 التعليقات :
إرسال تعليق