5 دروس في التربية الإسلامية : المستوى جذع مشترك
الزيارات:
الزيارات:
Unknown
|
1:52 م
|
tc
صفات الله تعالى الصفات الواجبة والصفات المستحيلة
1- النصوص : سورة الإخلاص + مجموعة أبيات من متن ابن عاشر رحمه الله.
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- الصمد : أي المقصود في جميع الحوائج ، لأنه الكامل في أسمائه وصفاته السيد في ملكه .
- كفؤا : نفي الشبيه والمثيل والنظير عن الله في أسمائه وصفاته وأفعاله .
- يستحيل : انقلاب الشيء عن حاله وهنا معناه ينتفي .
- الضد : مطلق المنافي. والضدان شيئان موجودان مختلفان مطلقا لا يجتمعان معا وقد يرتفعان معا .
ب- استخراج المضامين :
- اشتمال سورة الإخلاص على توحيد الأسماء والصفات ) الصفات السلبية ).
- تنبيه الله سبحانه إلى حقيقة عظيمة وهي أن ذاته وصفاته وأفعاله لا يشبهها شيء لدى مخلوقاته .
3- تحليل عناصر الدرس :
أ- مقدمة : إن
البحث في صفات الله تعالى يقتضي مراعاة بعض الأمور التي تجنب العقل من
الانحراف والزلل وتمكنه من تنزيه الله سبحانه عما لا يليق بجلاله وكماله .
والعقل
البشري يدل على وجود الله دون ماهية ذاته سبحانه ويدل على صفاته الأخرى
دون العلم بكيفياتها ولهذا يحتاج دارسها إلى مراعاة ضوابط محددة .
ب- مفهوم الصفات الواجبة لله تعالى :
الصفات : هي كل حلية يحلى بها الشيء وكل نعت ينعت به . والواجبة : اللازمة والثابتة له سبحانه .
والصفات الواجبة تعتبر أصلا لغيرها من الصفات ، وهي طريق معرفة الله سبحانه ........... وإدراك حقيقة ذاته سبحانه مستحيل قال تعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ...)).
والتشابه في بعض الأسماء والصفات بين الله وخلقه هو لا يعدو ذلك. وكل أحد
يعلم كمال الله ونقص العبد . وفي مقابل الصفات الواجبة هناك ما يضادها من
الصفات المستحيلة المنافية لكمال الله سبحانه وإليك بيان هذه الصفات
بالتفصيل :
1) الصفات الواجبة لله تعالى وأنواعها :
تنقسم الصفات الواجبة لله إلى أربعة أنواع :
أ- الصفة النفسية : وهو الوجود الذاتي لله الذي لا يقبل العدم لا أزلا ولا أبد .
ب- الصفات السلبية : وهي تدل على سلب مالا يليق بالله سبحانه وأصولها خمسة :
1) القدم : عبارة عن سلب العدم السابق على الوجود .
2) البقاء : عبارة عن سلب العدم اللاحق للوجود .
3) مخالفة الله للحوادث : أي مخالفة ذاته وصفاته وأفعاله للحوادث (المخلوقات).
4) الغنى المطلق : أي قيامه تعالى بنفسه ، وعدم افتقاره إلى محل ....
5) الوحدانية : أي أنه تعالى لا نظير له في ذاته أو صفاته أو أفعاله .
ج- صفات المعاني : وهي كل صفة قائمة بموصوف توجب له حكما. وهي سبع صفات :
- الحياة : صفة تتيح لمن قامت به أن يتصف بالإدراك
- العلم : صفة ينكشف به المعلوم على ما هو به انكشافا لا يحتمل النقيض .
- الإرادة : صفة يتأتى بها تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه .
- القدرة : صفة يتأتى بها إيجاد الممكن وإعدامه على وفق الإرادة .
- الكلام : المعنى القائم بالذات المعبر عنه بالعبارات المختلفات ....
- السمع : صفة ينكشف بها كل موجود على ما هو به انكشافا يباين سواه ضرورة .
- البصر : صفة بها كل موجود انكشافا مخالفا لانكشاف السمع والعلم.
د- الصفات المعنوية : وهي تشتق من صفات المعاني للدلالة على قيامها بذاته سبحانه . فاتصافه تعالى بصفات المعاني يستلزم كونه : حيا عالما مريدا قادرا متكلما سميعا بصيرا، وعكس هذا صحيح . فهذان النوعان متلازمان يدل أحدهما على الأخر والعكس .
2) الصفات المستحيلة في حق الله تعالى : وهي
التي يستحيل عقلا اتصاف الله بها لأنها منافية لما ثبت لله نقلا وعقلا من
صفات واجبة تناسب عظمته. وتحدد انطلاقا من كل صفة واجبة بتعيين ضدها وذلك
كالتالي :
- العدم ≠ الوجود// الحدوث≠ القدم// الفناء≠البقاء // المماثلة للحوادث ≠المخالفة لها // الافتقار ≠ الغنى المطلق // نفي الوحدة ≠الوحدانية // الموت≠ الحياة // الجهل ≠العلم // الكراهة≠ الإرادة // العجز ≠ القدرة // البكم ≠ الكلام // الصمم≠السمع // العمى≠ البصر.
أما الصفات المعنوية فأضدادها واضحة من أضداد صفات المعاني كما سبق.
3) أهمية الصفات الإلهية في حياة الفرد والجماعة :
كل
اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته تعالى عندما يستحضرها المسلم في
ذهنه وقلبه وينفعل بها ، توجهه إلى تغيير سلوكه حتى ينسجم قدر المستطاع مع
مدلولها ويتمثل في واقعه حقيقة الإيمان بها :
ومن الآثار والتغييرات السلوكية الناتجة عن الإيمان بذلك على مستوى الفرد والجماعة ومؤسسات الدولة :
أ-
توجيه الفرد إلى التخلق بالأخلاق الحسنة وتقويم سلوكه مع خالقه ونفسه
والكائنات المحيطة به كأخلاق الرحمة والحلم والرفق والصبر واللطف ، لأنه
سبحانه رحيم حليم لطيف ... والمسارعة إلى الأعمال الصالحة وإحساسه بمراقبة
الله تعالى لأن الله عليم خبير سميع بصير ....
ب- توجيه الجماعة لتوجيه وجهتها وأهدافها وفق ما تدل عليه صفاته تعالى وتحقق بذلك وحدتها وتعاونها على البر والتقوى .
ج-
توجيه مؤسسات الدولة إلى تربية النفوس وزجرها عن شرها وتوجيه الناس إلى
البحث والنظر والتفكير في مخلوقات الله المختلفة لاكتشاف مكوناتها واختراع
ما يؤدي إلى تنمية البلاد و تطور المجتمع .
-----------------------------------------------------------------
الخصائص العامة للإسلام : العالمية والتوازن و الإعتدال
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- يا أيها الناس : خطاب للجميع العربي والعجمي والأحمر والأسود .
- وكلماته : جميع الكتب السماوية السابقة أو ( تشريعاته ).
- متين : متُن – متانة صلُب واشتد وقوي ، فهو متن ومتين .
- فأوغل : يقال أوغل في العلم أو الدين : ذهب وبالغ وأبعد .
- المنبت : انبت : انقطع ، والمنبت هو من يبالغ في طلب الشيء ويفرط حتى ربما يفوّته على نفسه .
ب- استخراج المضامين :
1- تدل الآية الكريمة على أن سيدنا محمدا رسول من الله إلى الناس كافة ودعوته عالمية وشاملة .
2- تحذير النبي من التشدد والغلو وبيان عاقبته ، وإرشاده إلى التوسط والاعتدال .
3) تحليل ومناقشة عناصر الدرس :
I – خاصية العالمية :
أ- مفهوم العالمية :
هو
أن رسالة الإسلام غير محدودة بعصر ولا جيل ولا بمكان فهي تخاطب كل الأمم
وكل الأجناس وكل الشعوب وكل الطبقات وهي هداية رب الناس لكل الناس ورحمة
الله لكل عباد الله ،
ب- الأدلة على عالمية الإسلام :
- فمن آيات القرآن : قوله تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جمبعا...) وقوله : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) وقوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .... وغيرها .
- ومن السنة : قوله [ أنا رسول من أدركت حيا ومن يولد بعدي ] وقوله : [ والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يومن بي إلى دخل النار [ رواه مسلم .
- وعالمية الإسلام آمر من صميم هذا الدين مركوزة فيه بحكم طبيعته تجسد منذ البداية رموزا في ( بلاد الحبشة ، وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر القرشي ) ، وأيضا كتب الرسول t إلى أمراء وملوك عصره تؤكد ذلك.
ج- أهمية عالمية الإسلام : وتتجلى في :
- تعايش الناس في سلام وأمان متآخين مترابطين على أساس مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية.
- القضاء على العنصرية والعصبية والطبقية بكل أشكالها– كما في الآيات والأحاديث الكثيرة
-
انتشار عقيدة الإسلام في جميع أنحاء العالم منذ نزوله وإلى يومنا هذا،
ويعتبر في عصرنا الحاضر من أكثر الديانات انتشارا بين الناس عن حرية
واقتناع رغم المؤامرات التي تحاك ضده .
- حماية حقوق الإنسان ومبادئها الكونية .
د- مظاهر عالمية في الإسلام :
- ختم الرسالات السماوية السابقة ونسخها بالإسلام وجعله عالميا إلى كافة الناس ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) .
- كونه رسالة ربانية إنسانية رحيمة بالإنسان قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .
- كونه دين سلام وتسامح لاعنت فيه ولا تشدد ولا تطرف ولا غلو .
- كونه يحقق المساواة المطلقة بين الناس ويقضي على كل الفوارق ...
- كونه خالدا ومتجددا يسد حاجات الناس جميعا في كل زمان ومكان .⋯
II- خاصية التوازن والإعتدال : ( الوسطية )
أ- مفهوم التوازن والإعتدال :
التوازن
والإعتدال قرينان ومترافدان ، والمقصود منهما : التعادل والتوفيق بين
الشيئين المتقابلين المتضادين بحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى
على مقابله .
•
أمثلة للاطراف المتقابلة أو المتضادة في حياة الإنسان : الروحية والمادية ،
الفردية والجماعية ، الدنيوية والأخروية الثبات والتغير ، وغيرها .
• ومعنى التوازن بينها : أن يفسح لكل طرف منها مجاله ويعطي حقه بلا غلو ولا تقصير .
• بعض الأدلة الشرعية على وسطية الاسلام واعتداله: فمن القرآن قوله تعالى : (( وكذالك جعلناكم أمة وسطا.. )) .
وقوله تعالى : (( والسماء رفعها ووضع المزان...)) وقوله تعالى : (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما))
ومن السنة قوله t: ( إياكم والغلو في الدين فإن الغلو أهلك من كان قبلكم). وقوله t : ( إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ).
ب- أهميتهما في الإسلام :
من
حكمته سبحانه ان اختار التوازن والإعتدال شعارا مميزا لهذه الأمة التي هي
أخر الأمم ولهذه الرسالة الخاتمة وبعث بها خاتم رسله جميعا وتتجلى الأهمية
فيما يلي :
-
أن ذالك يمثل منطق الآمان والبعد عن الخطر فالإسلام متوازن في الإعتقاد
والتصور وفي التعبد والتنسك وفي الأخلاق والأداب وفي التشريع ..........
-
أن ذالك طريق الوحدة الفكرية ومركزها ومنبعها ولهذا تثير المذاهب والأفكار
المتطرفة من الفرقة والخلاف بين أبناء الأمة الواحدة ما لا تثيره المذاهب
المعتدلة في العادة .
- أن ذلك يجعل المسلم متوازنا ولايشعر بأي تعارض بين عمله لدنياه وعمله لدينه بإعتبار كل عمل صالح عبادة وذلك منبع قوة شخصية المسلم في كل سلوكاته وأعماله ومفتاح نجاحه في الدنيا والأخرة .
-----------------------------------------------------------------
الإيمان بالغيب : مفهومه وضرورته
1- النصوص : الآيات (1-5) من سورة البقرة + الآية 177 من نفس السورة.
- استخراج المضامين :
- دعوة المومنين وترغيبهم في الاتصاف بصفات أهل الهداية والفلاح ليسلكوا سلوكهم فيهتدوا ويفلحوا في دنياهم وأخراهم . - الحث على طلب الهداية من القرآن الكريم . - الإيمان بالغيب وأركان الإيمان من سمات المومنين.
* تحليل عناصر الدرس :
• أقسام الوجود : ينقسم الوجود الذي نحيا فيه إلى عالمين : عالم الشهادة : وهو المدرك بالحواس .
وعالم الغيب : وهو محجوب عن حواس الإنسان لا يعرف إلى عن طريق الوحي وهو موضوع هذا الدرس.
1) مفهم الإيمان بالغيب :
الغيب لغة : كل ما غاب عن الإنسان وما لا يدركه حسه ، يقال غاب الشيء إذا استتر واحتجب .
واصطلاحا : هو ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضى من رسول.
• والمقصود بالإيمان بالغيب : التصديق الجازم بكل المغيبات التي أخبرنل الله ورسوله عنها دون تردد أوشك.
• ما يندرج تحته : أركان الإيمان الستة التي تعد أصلا لما سواها ، كالبعث والنشور والجنة والنار والحساب والميزان والصراط والروح والجن..........الخ.
2) ضرورة الإيمان بالغيب : الإيمان بالغيب : خاصية إنسانية يتميز بها عن غير العقلاء اختبارا من الله .
- توسيع الإنسان حدود محيطه المادي الضيق المحسوس. وإدراكه أن الكون أكبر وأوسع من هذا الحيز الضيق الذي يعيش فيه .
- تحرير فكر الإنسان من الاشتغال بأسئلة وقضايا تتجاور إمكاناته ووسائله .
- توجيه جميع طاقاته الفكرية لدراسة سنن الله في الكون والاستفادة من ذلك في تنمية ذاته ومجتمعه في كل المجالات .
• العقل و الغيب : كل
محاولة لإدراك حقائق الغيب بالعقل فهي محاولة فاشلة وتبدد طاقة العقل التي
لم تخلق لمثل هذا المجال، والطريقة الوحيدة لمعرفة الغيب هو كلام الله
سبحانه وسنة رسوله e.
3) أثار الإيمان بالغيب في حياة الفرد والجماعة : للإيمان بالغيب آثار إيجابية كثيرة في حياتنا منها :
- إعطاؤه معنى إيجابيا للحياة وقيما ضرورية للتعايش بين الناس في سلام وأمان .
- تنمية الشعور بوحدة البشرية ووحدة دينها – ورسلها – ومعبودها .(الإيمان بالكتب )
- الابتعاد من التعصب المقيت ضد الديانات الأخرى .
- تلمس رعاية الله للبشرية البادية في توالي الرسل عبر الأزمنة والأمكنة ....
- ربط الإنسان بالمصير والجزاء الذي ينتظره وإدراك الغاية من وجوده .(الإيمان بالآخرة)
- الشعور بأن الحياة الحقيقية هي الأخرى وأن الحياة الدنيا مجرد قنطرة ومعبر لها .
- تنمية التقوى في الضمير ومراقبة الله في السر والعلن .
- تربية الشخصية المتوازنة السوية القادرة على تنمية نفسها ومجتمعها .
- الإيمان بالغيب حصانة من الوقوع في شراك الخرافات والشعوذة والدجل......والله أعلم.
-----------------------------------------------------------------
الجهاد في الإسلام : حقيقته دوره في صيانة العقيدة الإسلامية
مما
لا مراء فيه أن للحضارة مكاناً سامياً في تاريخ الإسلام والمسلمين، وما
الحضارة إلا نتاج فكري إنساني متقدم، لبناء الحياة والإنسان من أجل مستقبل
أفضل وأكرم.وقد استطاعت الحضارة الإسلامية أن تضع آثارها، وتترك بصماتها
على كثير من الحضارات الإنسانية، وبخاصة الحضارة الغربية في أوروبا،
والحضارة الشرقية في بلاد الهند وفارس وغيرها...
هذه
الثروة الضخمة من التراث الإسلامي في النواحي العلمية والفكرية والروحية
والإنسانية والتشريعية ليست إلا عطاءً حضارياً متقدماً قدمه علماء المسلمين
من خلال جهادهم واجتهادهم.
ويعنينا
في هذا المقام جانبٌ واحدٌ من هذا التراث الضخم، ألا وهو فكر فقهاء
المسلمين الذي لم ينل في العصر الحديث التقدير الجدير به، لدى كثير ممن
أرَّخُوا للحضارة الإنسانية.
إن
من سمات العصر تعدد الوقائع، وازدياد الحوادث والقضايا، التي لم يسبق أن
وردت بخصوصها حلول قاطعة، وإجابات وافية كافية - مثل: الشؤون الاقتصادية:
من معاملات البنوك والمصارف، ومصير فوائد الأموال المودعة، والاعتمادات
والحسابات الجارية، وكذلك مشاكل عقود التأمين...
لهذا
كله فقد أدركت البشرية اليوم أن الشريعة الإسلامية هي الدواء الناجع لكل
أمراضها ومشاكلها، وهي في بحثها عن المنقذ لها مما حاق بها من مشكلات إنما
تبحث عن الإسلام دون أن تعرف حقيقته.
ومع
أن الوحي الإلهي هو أساس التشريع الإسلامي وينبوعه الخصب، فإن الإسلام لم
يترك العقل البشري هملاً، بل فتح الباب لإعمال هذا العقل في البحث والتخطيط
واستنباط الأحكام من مصادرها، ووضع الحلول لكل القضايا المطروحة على
الساحة الإنسانية، وذلك بفتح باب الاجتهاد في كل زمان ومكان، لأن الإسلام
يحوي نظرة شمولية ترى أن البشر كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم
لعياله.
أولا: الاجتهاد ضرورة شرعية وحضارية
1- تعريف الاجتهاد: فالاجتهاد لغة: بذل الجهد واستفراغ الوسع في أي فعل من الأفعال.
واصطلاحاً: بذل المجتهد وسعه في طلب العلم بالحكم الشرعي بطريق الاستنباط من أدلة الشرع.
ومورد
الاجتهاد هو النوازل مما لا نص فيه، أو فيه نص ظني الثبوت والدلالة، أو
ظني أحدهما، أو ما فيه تعارض، أما مسائل العقيدة، والقطعيات من المسائل
الفقهية التي أجمعت الأمة عليها فلا اجتهاد فيها.
2- مفهوم الاجتهاد: الاجتهاد
هو منهج المسلم للتفاعل الشرعي مع كل من الوحي والكون واستنطاقهما
لاستنباط السنن واستدرار الحكم وفق آيات التنزيل، وهو منهج أصيل بناه
القرآن والسنة النبوية، منطلقه الوحي، وقاعدته التفكير والتدبر العلمي
المنهجي المنضبط، والفطرة السليمة المؤيدة بالهدي الرباني.
3- تعريف المجتهد: هو
الفقيه العالم الذي يستفرغ وسعه لتحصيل حكم شرعي، ولابد أن تكون له ملكة
يقتدر بها على استخراج الأحكام الشرعية من مظانها، وعلى هذا فإن من له
دراية بالأحكام الشرعية من غير أن تكون له قدرة على استنباطها من الأدلة،
لا يسمى مجتهدا.
4- منزلة المجتهد: للمجتهد
في الإسلام منزلة رفيعة، لأنه يتكلم مبينا حكم الله سبحانه وتعالى، فهو
مبلغ إياه إلى الناس ومعلم ومرشد، لقوله صلى الله عليه وسلم( إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينار ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)
5- حكم الاجتهاد وحجيته:
1- الاجتهاد ضرورة شرعية: الاجتهاد فرض كفائي. والدليل على فرضيته ثابت بالقرآن والسنة والإجماع.
-
القرآن: يقول تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً
فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} 122 التوبة هذه الآية أصل في وجوب
الاجتهاد على كل الأمة، ومنها قرر العلماء عبر العصور انه على كل جماعة
مجتمعة في قرية أو مدينة أن تفرغ نفرا من الناس للتفقه في الدين.
- السنة: ولقد أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم قضية الاجتهاد في حياته، حين أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قاضياً، قال له: (كيف
تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب
الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم تجد في سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله ؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو،
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: الحمد لله الذي وفق رسولَ
رسولِ الله لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم).
2-الأحكام الاجتهادية أحكام شرعية وحجية: كل
اجتهاد شرعي سليم يعتبر جزءا لا يتجزأ من الدين إذا توافرت قيه أصول
الاجتهاد وشروطه، يجب أن يلتزم المجتهد بها أولا، ثم غير القادر على
الاجتهاد ثانيا ومن لم يجد أمامه سوى هذا الاجتهاد ثالثا. وإذا تعددت
الاجتهادات في المسالة الواحدة فالواجب عدم الخروج عن تنلك الاجتهادات.
3-مقاصد الاجتهاد: للاجتهاد مقاصد سامية أهمها:
أ- خلود الشريعة الإسلامية: أي
أنها رسالة خالدة لأنها تتضمن أصولا ثابتة وقواعد منظمة تتميز بالسعة
والمرورنة، مما يجلها قبلة للتطور، ومواكبة للحياة بمستجداتها وظروفها
وملابساتها في كل الأعصار إلى قيام الساعة. كما أنها شريعة عالمية قال
تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
107الأنبياء
ب- قيومية الدين الإسلامي: بالاجتهاد يتحقق حسن تنزيل مراد الله تعالى على الواقع الإنساني، وهذا المقصد يتطلب فهما علميا ومنهجيا لكل من الوحي والواقع.
ج- تحقيق العدالة وضمان الحقوق:
لا يتأتى ذلك إلا بحفظ الضروريات الخمس: الدين والنفس والعقل والعرض
والمال وما يقابلها من واجبات والتزامات. ويعتبر الاجتهاد آلية الشريعة
لتحقيق ذلك.
ثــانــيا: مجالات الاجتهاد واسعة وأنماط ممارسته متعددة
1- سعة فضاء الاجتهاد ومجالاته:
أ- الاجتهاد يعم كل مجالات الحياة: الاجتهاد
في الإسلام لا يقتصر على المجال الفقهي التشريعي فقط ، بل يشمل كل الحقول
الفكرية والمعرفية والسلوكية وكل مناحي الحياة، غير أن الاجتهاد في الفقه
والتشريع يحتل المرتبة الأولى نظرا لحاجة المسلمين المستمرة إلى تحديد
الشرع في كل القضايا والمستجدات والنوازل.
ب- الاجتهاد يعم كل منظومات الشريعة:
أ- ما لا يجتهد فيه: أجمعت
الأمة الإسلامية على منع الاجتهاد في كل مسألة شرعية دليلها قطعي الثبوت
قطعي الدلالة، سواء تعلقت بمجال العقائد مثل الإيمان بالله تعالى والبعث
والحساب...أو ارتبطت بمجال التشريعات العملية مثل الإيمان بفرضية الصلاة
والزكاة وحرمة الخمر والربا. أي منع الاجتهاد في القطعيات لأنها تشكل أصول
المعتقدات والأحكام الشرعية والثوابت التي يؤدي الاجتهاد فيها إلى إبطال
أصل الدين.
ب- ما يجتهد فيه: هو
كل مسالة شرعية ليس فيها دليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة. والدليل على جواز
الاجتهاد فيها ورودها على وجه مظنون. ولا يجوز تأثيم أو تكفير المجتهد في
المسائل الاعتقادية والعملية التي أدلتها ظنية.لن الاختلاف فيها لا ينتج
عنها إبطال أصل الشريعة والدين.
2- أقسام الاجتهاد: للاجتهاد تقسيمات من جوانب متعددة:
أ- من حيث التجزؤ وعدمه:
- المجتهد الجزئي: هو
كل عالم ذو ملكة علمية عامة، تخصص في دراسة بعض الأبواب أو المسائل حتى
بلغ فيها درجة الاجتهاد، لكن بقي دون تلك الرتبة فيما سواها.
- المجتهد الكلي: هو كل مجتهد ذو ملكة علمية عامة تخوله الاجتهاد في سائر الأحكام الفقهية.
ب-من حيث الإطلاق والانضباط بأصول أحد المذاهب: وينقسم الاجتهاد بهذا الاعتبار على قسمين اجتهاد مطلق واجتهاد في المذهب ( المنتسب).
- المجتهد المطلق: هو
الذي يعتمد على مداركه في أصول الاجتهاد العامة ومسالك الاستدلال وقواعد
تفسير النصوص، ودلائلها وأحكامها. ( الأئمة الأربعة ومن على شاكلتهم)
المجتهد المنتسب: هو
كل من يلتزم منهج أحد الأئمة في أصول الاجتهاد ومسالك الاستدلال، ثم يسبني
على ذ=لك المنهج ما قد يستقل به من الاجتهاد في الأحكام الفقهية المختلفة،
أي مجتهدا في المذهب.
ج-من حيث جهة الاجتهاد وعدمه:
- الاجتهاد الإنشائي: وهو استنطاق حكم جديد في مسألة من المسائل، ويكون غالبا في المسائل المستجدة التي لم يعرفها السابقون ولم تكن في أزمنتهم.
- الاجتهاد الانتقائي: ويكون باختيار أحد الآراء المنقولة عن الفقهاء السابقين، أي ترجيح رأي على غيره من الآراء والقوال الأخرى.
د- منحيث الجهة المصدرة للاجتهاد:
- الاجتهاد الفردي: وهو الاجتهاد الذي بصدر عن فرد واحد تتوفر فغيه الشروط العلمية والسلوكية.
- الاجتهاد الجماعي:وهو
الصادر عن جماعة بعد المدارسة والنظر الجماعي. وأول من شرع الاجتهاد
الجماعي هم الخلفاء الراشدون، وبخاصة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
ثــالــثــا: شروط الاجتهاد وضوابطه
المجتهد
قائم في الأمة مقام الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكي يكون أهلا لهذا
المقام لابد من أن تتحقق فيه مجموعة من الشروط التي نص عليها العلماء
وأوجبوها في كل أصناف المجتهدين ، وقسموها إلى شروط قبول وشروط صحة:
1-شروط قبول الاجتهاد: لا يقبل اجتهاد من لم تتوفر فيه شروط ثلاثة:
1- الإسلام:فلا عبرة باجتهاد غير المسلم
2- التكليف:إذ به يرتبط الإدراك، والتمييز، والوعي بالمسؤولية الشرعية، واكتمال الملكات العقلية. ولا يجوز الاجتهاد دون توفر هذه الشروط.
3- العدالة: هي
ملكة في النفس، تحمل صاحبها على اجتناب الكبائر وترك الإصرار على الصغائر،
والبعد عما فيه خرم المروءة. ومن ليس عدلا لا يقبل اجتهاده.
2-شروط صحة الاجتهاد: لا يمكن للمجتهد أن يجتهد إلا إذا توفرت فيه الشروط الآتية:
- معرفة الكتاب: أن يكون المجتهد عالما بالقرآن الكريم وأحكامه الشرعية التي جاء بها، وبطرق استنباط الأحكام الشرعية منها.
- معرفة السنة النبوية: أن يكون على علم بالسنة النبوية الشريفة وبالأحكام الشرعية التي وردت فيها.
-معرفة اللغة العربية: أن يكون عالما بالغة العربية وفنونها من بلاغة ونحو وصرف، وحقيقة ومجاز... .
- معرفة أصول الفقه: أن يكون عالما بمدارك الأحكام الشرعية وأقسامها وطرق إثباتها ووجوه مدلولاتها، وعارفا بكيفية استنباط الأحكام من مصادرها .
- معرفة مقاصد الشريعة: أن يكون عالما بمقاصد الشريعة ليلتزم في اجتهاده بالأهداف العامة التي قصد الشارع حمايتها، لأن فهم النصوص وتطبيقها على
الواقع متوقف على معرفة هذه المقاصد.
-قواعد الفقه الكلية: أن يكون عارفا بالقواعد الكلية للفه الإسلامي.
- معرفة مواقع الإجماع: أن يكون على علم تام بمواقع الإجماع حتى لا يجتهد أو يفتي بخلاف ما وقع عليه الإجماع.
- معرفة أحوال عصره: وأن يكون عالما بوقائع أحوال الناس ومعاملاتهم، عالما بالفقه أصلا وفرعا وخلافا ومذهبا مع إخلاص النية وسلامة الاعتقاد.
الاجتهاد الجماعي
* إن صعود الإسلام إلى سطح الأحداث؛ إيجاباً وسلباً، والواقع الفكري والاجتماعي والسياسي الراهن بمختلف تنوعاته وأصعدته ومجالاته: أتاح المجال لبروز كثير من المقولات التي تستثير على الإسلام عدداً من الإشكاليات الفكرية النظرية والحياتية العملية.ومن هنا فإن الحديث في الآونة الحاضرة قد كَثُر عن مسألة الاجتهاد والمشاكل العويصة والمعقدة، التي بات المسلمون يواجهونها لتفعيل دور الإسلام؛ عقيدة وشريعة، وسلوكاً ومنهج حياة، وبخاصة لما كثر الكلام من الناس في إبداء الرغبة الجادة والملحة في الالتزام بالإسلام على المستوى العملي والحياتي، من خلال الصحوة العلمية والفكرية التي يشهدها العالم اليوم.يقول المفكر الدكتور محمد عمارة:((الاجتهاد عقد قران بين روح الشريعة ومقاصدها وبين الواقع المتطور والمصالح المتجددة)).
وفي زمن التخصص العملي، لا بد من التنبه إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي؛ عصماً للفتاوى عن الزلل، وصيانة للفكر عن الزيغ، وتأكيداً على التلازم المتقن بين التخصصاتالمختلفة.
وفي زمن التخصص العملي، لا بد من التنبه إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي؛ عصماً للفتاوى عن الزلل، وصيانة للفكر عن الزيغ، وتأكيداً على التلازم المتقن بين التخصصاتالمختلفة.
يقول الإمام الغزالي في مقدمة المستصفى: ((أشرف
العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع، وعلم الفقه
وأصوله من هذا القبيل؛ فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل؛ فلا هو
تَصَرُّف بمحض العقول؛ بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول، ولا هو مبني على محض
التقليد؛ الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد)).
ومن جهة أخرى: فإن التخلف الذي تشهده الحركة الفقهية إزاء تسارع حركة الأحداث وجملة المشاكل وكثرة الصعوبات، التي يعاني منها المجتمع الإسلامي لا يعبر عن حقيقة الفقه الشمولي، ويشير إلى ضرورة الحديث عن أهمية الفقه وشموليته، وعن أسباب تخلفه وتراجعه عن الساحة الميدانية العملية الحياتية.
أهم الأسباب التي أدت إلى تخلف الفقه إزاء الأحداث:
-* غياب الاجتهاد عن الساحة العملية ( الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية).
* عدم الاهتمام بالاجتهاد الشامل في مباني الشريعة.
* جمود بعض المشتغلين بالفقه عند نصوص مَن سبقهم دون الأخذ بالنبع الصافي؛ القرآن والسنة.
-* غياب الاجتهاد عن الساحة العملية ( الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية).
* عدم الاهتمام بالاجتهاد الشامل في مباني الشريعة.
* جمود بعض المشتغلين بالفقه عند نصوص مَن سبقهم دون الأخذ بالنبع الصافي؛ القرآن والسنة.
-----------------------------------------------------------------
الخصائص العامة للإسلام: الربانية والشمول
1- النصوص : الآيات الخمس الأولى من سورة العلق + الآية 3 من سورة الأعراف + الآية 38 من سورة الأنعام + حديث أبي ثعلبة الخشني t.
ا- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- من علق : جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني لها حيث تصير علقة .
- أولياء : رؤساؤهم في الشرك والضلال والفساد .
- حد حدودا : وهي جملة ما أذن الله في فعله سواء كان واجبا أو مندوبا أو مباحا.
- فرطنا : أي ما أغفلنا وما تركنا .
ب- استخراج مضامين النصوص :
1- تقرير الوحي الإلهي وإثبات النبوة لسيدنا محمد e .
2- التنويه بشأن الكتابة والخط بالقلم إذ هما مفتاح العلوم وبيان منزلة العلم والعلماء في الاسلام.
3- وجوب اتباع الوحي وحرمة اتباع ما يدعو إليه أصحاب الأهواء.
3- تحليل عناصر الدرس :
ا- المقصود بالخصائص العامة للإسلام :
الخصائص : جمع خاصية وهي كل وصف ومميز ينفرد به الشيء .
وخصائص الإسلام : هي أوصافه ومميزاته التي ينفرد بها ويتميز بها على غيره من الأديان والمذاهب الأخرى .
أهمها : خمسة خصا ئص موضوع دراستنا في الدروس التالية:
1)- الربانية 2)- الشمول 3)- العالمية 4)- التوازن والاعتدال 5)- التجديد والانفتاح على القضايا المعاصرة .
وموضوع درسناهذا حول خاصيتي (( الربانية والشمول )) :
1- الربانية : نسبة
إلى الرب سبحانه أي أن شريعة الإسلام هي منزلة من عند الله سبحانه وتشريعه
للناس جميعا وليست من وضع الإنسان المتصف بالعجز والنقص ( وانه لتنزيل رب العالمين ) فالإسلام رباني مصدرا ومنهجا .غاية ووجهة .
2- الشمول : أي
إحاطة أحكامه وتشريعاته بكل مجالات الحياة للفرد والجماعة – شمول يستوعب
الزمان كله والحياة كلها وكيان الإنسان كله ، قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ).
• تجليات الشمول : ومما يتجلى فيه هذا الشمول ما يلي :
العقيدة / والعبادات / والاجتماع / والسياسة / والقضاء / والإدارة / والاقتصاد والمال.
• العقيدة : فهي شاملة من أي جانب نظرت إليها.وتنبثق من شهادة التوحيد.
• العبادات : بأنواعها البدنية والمالية والروحية.
•الاجتماع : والمتمثل في أحكام الأسرة منذ النشأة إلى النهاية.
• السياسة : والمتمثلة في وضع الأسس للدولة الإسلامية وعلاقتها مع غيرها. والعلاقة بين الحاكم والمحكوم.....
•القضاء : حيث اشتمل الإسلام على أسس الحكم بين الناس عند التنازع والاعتداء.. القائمة على العدل والإنصاف.
•الإدارة : من خلال مجموعة من الأحكام والتشريعات التي تهتم بتدبير المصالح الإدارية وإدارة مختلف مرافق الدولة.
• الاقتصاد والمال : حيث يعتبر الاسلام المال من الضروريات الخمس التي يجب المحافظة عليها. والقرآن والسنة مليئان بالنصوص التي تتحدث عن المال ودوره و....
3- أهمية خاصيتي الربانية والشمول : ويتجلى ذالك فيما يلي :
- كمال الدين الإسلامي : لأن مصدره الله سبحانه المتصف بكل كمال .
- خلوده ودوامه : إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
- تحقيق العدل المطلق للبشرية : لأنه حق نزل من عند الحق سبحانه .
- اشتماله على مصالح الأنام : في العاجل والأجل ولو لم تظهرلنا أحيانا .
- الرحمة للعالمين : لأنه سبحانه أرحم بخلقه من الأم بولدها .
- كونه بصيرة وهداية : للطريق المستقيم .
- استيعابه واشتماله على جميع قضايا الإنسان والكون غيبا وشهادة ما نعلم وما لم معلم .
4- وسائل تحصيل معانيهما في النفوس :
الإسلام
دين عبادة وعمل عقيدة وشريعة ......لذلك نجده يسعى بكل الوسائل إلى غرس
القيم في النفوس أولا. ثم الانتقال إلى التطبيق والممارسة ثانية. ومن
وسائله في تحقيق ذلك هناك:
- طريق العبادات : المختلفة المفروضة منها والمندوبة .
- الآداب : المختلفة على مستوى الفرد والجماعة والدولة .
- التربية والتكوين : انطلاقا من الأسرة والمسجد والمدرسة وإيجاد البيئة الصالحة النظيفة.
- الإعلام والتوجيه والتثقيف الشعبي العام : بوسائله المختلفة إذا أحسن توظيفها وتوجيهها ...
- التشريع والتقنين : لحماية الإسلام وأتباعه .
- حماية الدعوة الإسلامية : لتحقيق الدولة الإسلامية القوية المطبقة لشرع الله في كل مجالات الحياة.
- مؤسسة الحسبة ونظامها جزء لايتجزأ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- المساجد ولها دور كبير في التربية والتوجيه من خلال الخطب والدروس والمواعظ التي تقام بها.
وأحكام الإسلام لا تتوقف عند هذا الحد بل تتعدى إلى كل مجالات الحياة المختلفة.
5- من ثمرات خاصيتي الربانية والشمول : لهاتين الخاصيتين في نفس الإنسان وحياته ثمرات وآثار كثيرة منها ما يلي :
- معرفة الإنسان غاية وحكمة وجوده المتمثلة في عبادة الله. - الاهتداء إلى الفطرة التي فطر الله عليها جميع الناس.
- التحرر من الانسياق وراء الشهوات والغرائز وأنانية النفس . - قبول تشريعات الإسلام والإذعان لها دون أي تردد.
- سلامة نفس الإنسان من التمزق والصراع الداخلي بالاعتصام بالله . - اطمئنان العباد إلى رحمة الله وشرعه الرحيم. .الخ
0 التعليقات :
إرسال تعليق